تاريخ فلسطين شهدت أرض فلسطين خلال مراحل التّاريخ المختلفة كثيرًا من الأحداث والمنعطفات، فقد توالى على حكم فلسطين كثيرٌ من الأمم والشّعوب، كما ظلّت تلك البلاد محور اهتمام القوى الكبرى نظرًا لمكانتها الرّوحيّة، وموقعها الاستراتيجيّ المهم، فما هي أبرز المحطّات في تاريخ فلسطين؟ الحضارات التي تعاقبت على فلسطين اليبوسييون في فلسطين: عرفت فلسطين في الألف الخامسة قبل الميلاد العموريّين واليبوسييّن الذين قدموا من الجزيرة
العربيّة، واستوطنوا تلك البلاد، وكانت لهم حضارتهم وثقافتهم، كما كان لهم الفضل في تأسيس مدن فلسطين الكبرى، ومنها: القدس، وأريحا، وحيفا.[٢] عهد الكنعانيين العرب: في الألف الثّالثة قبل الميلاد جاءت قبائل من العرب يطلق عليها اسم الكنعانيين، وسكنوا تلك البلاد، واستوطنوا فيها، وفي عهدهم كانت فلسطين تسمّى أرض كنعان، ثمّ وفدت قبائل فلستين التي كانت تسكن جزائر في بحر إيجة إلى هذه الأرض، وشاركت الكنعانيّين فيها، وقد سمّيت فلسطين نسبة لهم. عهد العبرانييّن: في الألف الثّانية والأولى قبل الميلاد شهدت أرض فلسطين قدوم العبرانيّين،
وهم بنو إسرائيل الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم، وتمكّن بنو إسرائيل من دخول الأرض المقدّسة التي حلموا بها في زمن النّبي يوشع بن نون، وعلى يد النّبي داوود عليه السّلام تمكّن بنو إسرائيل من هزيمة قائد الفلسطينيين جالوت في معركة فاصلة، وقد شهدت مملكة العبرانيّين مراحل قوّة وضعف انتهت بانقسام المملكة إلى مملكتين، هما: يهوذا، والسّامرة. عهد الأشوريين: في القرن السّابع قبل جاء الأشوريّون من بلاد العراق ليحتلّوا أرض فلسطين، ويدمروا معابد اليهود فيها عهد البابليين: في القرن الخامس عشر بالميلاد رزت قوّة أخرى، وهم البابليون، الذين استطاعوا من خلال قائدهم نبوخذ نصر من دخول فلسطين، والاستيلاء عليها، وسبوا اليهود إلى العراق في ذلك الوقت. العهد الفارسي: في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد تمكن الإمبراطور الفارسي قورش من هزيمة البابليين، واستطاع السّيطرة على الأرض المقدّسة فلسطين، وسمح لليهود حينها
بالعوّدة مرّة أخرى إلى فلسطين. العهد اليوناني:في القرن الثّالث قبل الميلاد جاء الإسكندر المقدونيُّ إلى تلك البلاد، وسيطر عليها ليدوم حكمه فيها ما يقارب ثلاثمئة سنة اتّسمت بالعدل والتّسامح مع الجميع. العهد الرّوماني: في سنة 63 قبل الميلاد دخل الرّومان إلى فلسطين، واستولوا عليها، وظلّ حكمهم فيها حتّى الفتح الإسلامي لها. الحكم الإسلامي لفلسطين: في عام 636 للميلاد قدمت جيوش المسلمين لتفتح الأرض المقدّسة، فبقيت فلسطين قروناً عديدة تحت الحكم الإسلامي الذي لم تشهد له الأرض المقدّسة مثيلًا في العدالة والتّسامح، وتخلّل فترة الحكم الإسلامي الاحتلال الصّليبي للمدينة عام 1099م، والذي دام
تسعين سنة حتّى تمكّن صلاح الدين الأيوبيّ سنة 1187م من إعادة فلسطين إلى الأمّة الإسلاميّة من جديد. ألاحتلال الصّهيوني لفلسطين: في عام 1948 للميلاد أُعلن عن قيام دولة الاحتلال الصّهيونيّ على أرض فلسطين، وهي جاثمة على صدر هذه الأرض الطّاهرة إلى يومنا هذا ببطشها وطغيانها. أهميّة فلسطين تعدّ فلسطين من أعرق بلاد العالم، فقد شهدت أراضها العديد من الحضارات العظيمة والمتلاحقة، والعديد أيضاً من الصراعات والحروب التي لم يخلو منها قرن تقريباً لاحتلال هذه النقطة تحديداً، فكان لهذه النقطة الجغرافية من العالم الأهمية العظيمة عبر الأمم، ونذكر أعهنا نقاطاً رئيسية هي التي أعطت هذه الأهمية العظيمة لفسطين: أهمية الموقع الجغرافي: تميّزت فلسطين بموقعها الاستراتيجي، فهي حلقة الوصل بين آسيا وقارتيّ إفريقيا وأوروبا، وخط الدفاع الأول عن بلاد الشام، فدائماً ما حرص المحتلون على إحكام سيطرتهم على فلسطين أولاً لتأمين سيطرتهم على البلاد المحيطة بها. الأهمية التاريخية: تتابعت على هذه الأرض عشرات الحضارات العظيمة مثل: اليبوسية، الكنعانية، الأشورية، الرومانية،
اليونانية، الفارسية، البابلية، والعربية الإسلامية. كما شهدت أراضيها على الكثير من المعارك المفصلية التي غيّرت وجه التاريخ كعين جالوت وحطّين. الأهمية الدينيّة: حظيت فلسطين بأهمية دينية عظيمة عبر التاريخ، فقد عاش على أرضها الكثير من الأنبياء والرسل، فهي بالنسبة للمسلمين تحوي المسجد الأقصى قبلتهم الأولى ومسرى نبيّهم[٨]، وبالنسبة للمسيحيين فيها ولد عيسى عليه السلام وفيها أيضاً كنيسة المهد، وما زال اليهود حتى يومنا هذا يعتقدون بأن فلسطين هي أرض الميعاد
إرسال تعليق